شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
حكم رواية الإسرائيليات وبيان من اشتهر بروايتها
وما لم يكن كذلك فكان مما يؤخذ عن أهل الكتاب كالمنقول عن كعب اسم> ووهب اسم> ومحمد بن إسحاق اسم> وغيرهم ممن يأخذ عن أهل الكتاب، فهذا لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه إلا بحجة، وذلك أن كعب الأحبار اسم> يثق به كثير من السلف وينقلون عنه أخبارا غير صحيحة تسمى الإسرائيليات، وكذلك وهب بن منبه اسم> وهو أيضا عنده كتب من كتب بني إسرائيل وقد أكثر بعض المفسرين من النقل عنه، منهم ابن جرير اسم> نقل عنهما كثيرا في كثير من المواضع، وكذلك البغوي اسم> فتجدون في تفسير قوله تعالى: رسم> وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ قرآن> رسم> روايات كثيرة، ابن كثير اسم> رحمه الله أعرض عنها وروى فيها حديثا مرفوعا، وحقق أنه أيضا ليس بمرفوع؛ لأنه رواه عن ابن عمر اسم> مولاه نافع اسم> وجعله مرفوعا إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- ورواه عنه ابنه سالم اسم> وجعله منقولا عن كعب اسم> ثم قال ابن كثير اسم> سالم اسم> أحفظ لحديث أبيه من نافع اسم> فتبين أن الحديث المرفوع لم يثبت.
كذلك أوردوا عند تفسير قوله تعالى: رسم> وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ قرآن> رسم> حكايات كثيرة في صفة قتل جالوت وكيف قتله داود اسم> حكاية يشهد العقل الصريح بكذبها، وكذلك أوردوا في قصة أيوب اسم> في سورة الأنبياء في قوله رسم> وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ قرآن> رسم> حكايات كثيرة يعلم أنها لا أصل لها، وكذلك أوردوا في قصة داود اسم> في قوله: رسم> إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ قرآن> رسم> إلى آخر حكايات أيضا كثيرة كلها من الإسرائيليات، وأشباه ذلك كثير.
فمثل هذه الإسرائيليات التي عن كعب اسم> ووهب اسم> وكذلك عن محمد بن إسحاق اسم> صاحب السيرة، وكان أيضا عنده بعض الكتب التي نسخها من كتب بني إسرائيل، وغيره ممن يأخذون عن أهل الكتاب هذا لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه إلا بحجة، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم: رسم> إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه فقولوا مثل ما قال الله قال تعالى: رسم> وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ قرآن> رسم> متن_ح> رسم> هذا إيمان مجمل، رسم> آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ قرآن> رسم> مثل الإيمان المجمل في قوله تعالى: رسم> قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ قرآن> رسم> إيمانا مجملا، ما كان فيه من حق فإنا نقبله وإن كان في غير شرعنا نؤمن به إيمانا مطلقا ويكفينا العمل بما في شرعنا، وكذلك ما نقل عن بعض التابعين وإن لم يذكر أنه أخذه عن أهل الكتاب، وكذلك من التابعين أيضا ينقلون عن أهل الكتاب ينقلون عن كعب اسم> وعن وهب اسم> وعن كتب أخذوها أيضا استنسخوها من كتب بني إسرائيل.
مسألة>